طول عمرى وانا صغير كان نفسى اكون فى المستقبل البعيد او القريب ابقا مثقف واقول كلام محدش عادى يفهمة كلام كبير زى الكلام القالو جيفارا وهيجل وماركس فيما بادرو به .
تبعاً بدأت الرحلة معايا بمجلات ميكى وبطوب وسمير وسمسم وعم جحا وعلاء الدين ثم تطور الامر الى المغامرين الخمسة - وعلى فكرة عاطف فى القصة دى كان بيقرطس محب وبيلاغى البنت نوسه اخته . كسنت لسه فى ابتدائى وقتها وبدات اسمع مصطلحات زى الشيويعة والناصرية والمطرفين والارهابين والزلازل والوجودية والبتنجانية وتبعا انا مش فاهم حاجة وكنت عايز اعرف البسمعة دا ايه بظبط
كان عندنا مكتبة فى البيت لما وصلت اول سنة فى اعدادى قولت لما اقرا كدا اى كتاب من المصطلحات الذكرتها وكل ما اقره مفهمش حاجة وتعقد وفى احدى المرت لقيت كتاب فى المكتبة الملعونة دى اسمه العنكبوت لواحد اسمه هنرى جورين قولت بس يا واد باضتلك فى القفص وهتبقى مثقف وبعدين مين فينا ميعرفش العنكبوت وقعدت اقرا المسرحية لحد لما خلصتها ملقتش فيها ولا عنكبوت واحد حتى يرضى ربنا قلت عادى شغل مثقفين بس الموضوع كبر فى دماغى
المهم كبرت ورحت ثانوى وكان ليه واحد صاحبى عامل فيه مثقف شيوعى وكان فى منطقة الهرم فى نوعين من الموصلات ينقلونا من البيت للمدرسة والعكس الاتوبيس , اول حاجة الاتوبس العام وانتم تبعا عرفين قرف وشكل الاتوبيس العام وحاجة تانى زى الاتوبيس بس تملكها شركة خاصة وصحبى بقا كان راسو والف سيف نركب الاتوبيس العام ليه بقا الاتوبيس العام اشتراكى والاتوبيس الانضف شوية الخاص راس مالى قلت فى عقل بالى اهو دا المثقف ولا بلاش ولقيته فى يوم بيقولى واد يا تامر بالغرم من اصولك البرجوازية العفنة الا انى حاسس ان جواك مناضل ماركسى قلتله مش عيب ولا حرام وده لقيته بيقولى عايزين نروح مقر حزب التجمع فى شبرا عشان نشارك فى النضال البروليتارى ونلتحم بالجامهير وانا كنت استاذ فى مساله الالتحام بالجماهير بالذات الحريم ورحت رايح معاه
كان المقر في شارع إسمه عبد الحميد الديب ورحنا أنا وهو وطبعا كنا فاكرين إننا هنقابل جوه كارل ماركس أو علي الأقل صبيه إنجلز أو واحد متصيت وكان في يافطة واحد دكتور حاططها بتقول علاج كافة الأمراض الجنسية وكان في واحد عربجي رابط الحمار بتاعه في يافطة الحزب قلت بداية غير مشجعة ورحنا داخلين لقينا جوه واحد إسمه فهمي النكلاوي وكان لابس طقم بروليتاري إبن وسخة من اللي وصي عليه ماركس في التذكرة والبعيد ريحته جايبة لأخر الشارع وكان من نوعية الناس اللي بتتكلم بمفردات مضحكة زي مثلا التومين بدلا من التموين والأنارب بدلا من الأرانب والدبلون بدلا من الدبلوم وطبعا أنا وعم بهايم اللي معايا كنا هنموت من الضحك وعايزين نخلع بأي طريقة وقد كان
بعد ماخرجنا لقيت عم بهايم بيقولي لازم نواصل نضالنا ونروح المقر الرئيسي في وسط البلد اللي فوق مكتبة مدبولي قلتله ماشي كلامك ودي كانت قصة أخري بس الحقيقة مفقدناش الأمل أنا وهو وكنا متابعين جرنان الأهالي بتاع يوم الأربعاء وشوية الإصدارات بتاعتهم وبدأت أستخدم مصطلحات كالبروليتاريا والبرجوازية وفائض القيمة وصراع الطبقات والبناء الفوقي والتحتي عمال علي بطال يعني أبقي قاعد علي القهوة بلعب طاولة أقول للي معايا رميتك للزهر برجوازية ومش عجباني أشوف خناقة علي المشاريب أحاول أحللها طبقيا أشوف واحدة الهنش عندها كبيرة أقولها البناء التحتي بتاعك مش قد كده وعايز شغل
عند دخولي الكلية بدأت أعقل شوية وأتلم بس ديل الكلب عمره ماينعدل ولو علقوا فيه قالب وكنت عامل زي المغناطيس لفواتير الكليةوكان ليه واحد صاحبي مشترك في فريق المسرح وكان معظمهم شيوعيين علي ما تفرج وكان دايما يجيبهم عندي في الشقة وكان الواحد من دول أول ماييجي يروح داخل عليه بالحنجل والمنجل والبقين بتوع نجيب سرور والشيخ إمام وشوية بريخت علي حبة تروتسكي ميضرش وطبعا ولاد القحبة فاكرني عيل فرفور من بتوع مامي وبابي وقالولك الواد ده إشتغاله وممكن نقلبه في العملة ميعرفوش إني مولود علي قهوة وراضع من الزبالة
في الأول حاولت أعمل إبن ناس ومحترم لكن الطبع يغلب التطبع وفاض بيه منهم وكل يوم ألاقي واحد ناططلي ويقعد ياكل في دماغي وطبعا الكلام بيجيب بعضه وده نازل حرق في سجايرى والأمر ميخلاش من قزازتين بيرة علي قزازة منقوع براطيش من بتوع شركة الكروم وكله علي حساب صاحب المحل وأنا ساكت ومش راضي أتكلم لغاية ما في يوم كان ليه واحدة صاحبتي محترمة وبنت ناس بتييجي عندي الشقة وبدأت الشرمطة وقلة الأدب واللي يسرق نمرة تليفونها ويتصل بيها يعاكسها واللي يطلع عليها إشاعات في الكلية ودي جت قالتلي وأنا رحت في يوم جامع كل الفواتير عندي في الشقة ورحت قايلهم رأيي فيهم بصراحة ـطبعا أنتم عارفين صراحتي شكلها إيه - وقلتلهم ياولاد القحبة مشفش وشكم تاني وقد كان وقلت يا واد بلاها ثقافة لو الموضوع بالمنظر ده
كنت أنا وإتنين من أعز أصدقائي مدمنين معرض الكتاب وبالذات الندوات اللي بيعملوها بليل وكنت أنا ساكن قريب من المعرض وكنا نقعد نضرب حجرين عندي ونروح واخدين بعضنا وطالعين علي هناك وكنا مدمنين أدباء الأقاليم وبالذات الشعراء وكان ولاد العرص الواحد منهم معهوش فلوس يجيب ساندوتش ملوخية وعامل فيها شاعر مابعد حداثي وطبعا إحنا قاعدين مش قادرين نمسك نفسنا من الضحك علي اللي بيقولوه يعني أنا دلوقتي هديكم مثال من تأليفي وأنا قاعد أكتب دلوقتي
الشاعر سيد زبه من كفر البهايم ـ شرقية يدخل الشاعر سيد زبه مرتديا كوفية فلسطينية وشعره منكوش لزوم الثقافة والإبداع مع جاكت جلد من العتبة وبنطلون جينز من المضروبين وجزمة بيضا فيها حاجة بتلمع تصفيق حاد من الغجر اللي قاعدين يعتلي سيد زبه المنصة ويبدأ في إلقاء معلقته ولازم يكون فيها كلمتين السنونو والياسمين بس لما ييجي يقول الياسمين مايقولهاش زي واحد جاهل مثلي ولكن يقولها بمد الألف ووضع ألف أخري بعد السين وتطلع منه اليااااااسامين سوناتا صاخبة المطر يتصاعد في الأوردة (مش عيب ولا حرام) تجتاحني رعشة مميتة (ربنا ياخدك يابعيد) السنونو يدخل مغارة الحلم (أدي السنونو لسه الياااااسمين) تتداخل الرؤي الياااااسمين يتهاوي في الزخم (مش قلتلكم لازم يااااااسامين) وينفجر الفجر في وجه ..... ..... ..... القنبلة (إلهي يارب أنبوبة بوتاجاز تضرب في وشك) طبعا بعد قصيدة مابعد حداثية كتلك لازم يجيبولنا الأمن يرمينا بره من الضحك اللي بنضحكه
هبقا اكمل بعدين علشان نازل دلوقتى
3 Comments:
ههههههههههههههههههههههههههههههه
ايه دااا الله يخرب بيتك د انت طلعت نكتة لزم تكمل
باين عليك بتفهم او بتفهى في الثقافة يا أستاذ او استاذة Anonymousوعلشان كده هاهديلك مجموعتي الشعرية الأخيرة وهكمل الموضوع لما أفضي
1-العشاء الأخير
تنفجر ماسورة المجاري
البراز يملأ الشوارع
يتصل السنونو بهيئة الصرف الصحي
لا
أحد
يرد
سوي
الياااااسامين
2-بلا اجنحة
حلم وحذاء قديم
يتناولون إفطارهم كل يوم علي مائدتي
يخرج السنونو من كهف اللذة
يعانق الأطباق بلا أجنحة
ويسقط صريعا
علي
أوراق
الياااااسامين
مش عيب كده يا أستاذ تسرق بوستات الناس بالحرف ماتغيرش فيها إلا اسم الراجل واسم المنطقة (الهرم بدل شبرا)؟!
البوست الأصلي قبلك بسنتين:
http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=32855&pid=227193#pid227193
Post a Comment